فى يوم من ايام العام الدراسى 1997 وفى قاعه الدرس وقفت نائله .. طالبه بالفرقه الثانيه ثانوى .. تلتحف برداء الحيره والتردد وتسألنى قالئه : استاذ .. لقد درسنا على ايديكم تارخ مصر وثبت عندنا ان مصر ذات مجد تليد وحضاره تمتد جزورها فى رحم الزمن الاف السنين وكم هائل من المعارك والحروب خاضتها مصر وانتصرت فيها وقلتم لنا ان ثواره سعد زغلول ثوره ام للثورات فى البلاد العربيه وان عروبه مصر امر حتمى ومسئوليتها تجاه الامه العربيه هو قدرها .. وان مصر خرجت المساعدات والمعونات للشعوب العربيه فى المشرق والمغرب العربى اكثر من ذللك كثير وكثير فى ابراز دور مصر الريادى للعرب ... هل كل هذه حقائق ووقائع صدق ام انها خاصيه من خصائ كل الشعوب عل اتساع الدنيا وعرضها يرضعود الناشئه والشباب لبان الاعتداد بماضيهم .. ثم جلست الطالبه !! الحق ان هذا التسؤل يثير قضيه من اخطر القضايا التى يعانى منها النشئ والشباب .. قضيه الهوه الحضاره بين الماضى والحاضر .. فبين الماضى والحار يقف الشباب حائر تائه من ياخذ بيده ...
عزيزتى الطالبه المتسائله .. بدايه اطمئنى وقرى عينا ... فان التاريخ الذى نرضعه لكم واقع حقيقى غير مزيف فلا يمكن لشعب ابدا ان يزيف فى تاريخه وضيعا كان ام عظيما .. درسنا وتعلمنا ان الخلفاء والملوك والحكام على اتساع تاريخ مصر القديم والوسيط والحديث والمعاصر زيفو فى فترات حكمهم اقصد بالغو فيما تم من انجازات وحاولوا طوس منجزات من سبقوهم فلم يعطو مثلا عصر محمد على حقه وهو صانع مصر الحديثه نالو من زعامات ماقبل 23يوليو1952وشككوا فى وطنيها ويحضرنى هنا ان الملكه الفرعونيه حتشبسوت وكانت تعلم ان الملوك يطمسون تاريخ ماقبلهم قامت بتسجيل اعمالها وخاصه رحلتها الى بلاد بونت خلف ابواب المعابد وليس فى الداخل على الجدران المعابد .. لكن المؤرخين بالبحث والتحليل والمقارنه اماطوا اللثام عن كل ذلك وسجلوا لكل حاكم ما له من ايجابيات وما عليه من سلبيات .. ثم اقرئى عزيزتى الطالبه ما كتبه جوستاف لودبون المستشرق عن الحضاره الاسلاميه فى مجلده الضخم حاره العرب ثم اقرئى المرجع الاصيل للمؤرخ ارنلد توينى فالمصرين كانو اساتذه فى كل الفروع العلوم والمعرفه كانت مؤلفات العرب فى الطب والكمياء والريايات والفلك والجغرفيا تترجم الى للاتينيه وتدرس فى جامعات اوربا حتى مشارق العصر الحديث .. لقد اعترف الاوربيون بان نصف اسماء النجوم فى مؤلفاتهم فى علم الفلك من وضع العرب .. من الذى اختره الاسطرلاب .. من الذى اسس على الجبر .. من الذى رسم الخرائط واكتشف البوصله .. من الذى اخترع قانون الجاذبيه الارضيه .. انهم العرب .. لقد خرج العرب بحاره على مسرح الدنيا فيهروا العالم من حولهم وكانت اوربا وقت ذالك غارقه فى دياجير الهمجيه والظلام واذا كنا اليوم نستورد عناصر المدينه الحديثه من اوربا فنحن لانمد ايدينا لنسجدى .. بل نمدها بقوه وعزه وشمم فهى باعتنا العلميه نستردها بعد مئات السنين .. اطمئنى عزيزتى الطالبه .. فماذا كان يقصد بونابرت عندما قال لجنوده قبل دخول القاهره ( اعملوا ان قرنا من الزمان تنظر اليكم من خلف هذه الاهرمات الى اهرام خوفو وخفرع ومنقرع ) ماذا كان يقصد .. وماذا كان يعنى ؟؟ ان حاره الاجداد ما زالت تبهر الدنيا والعالم ..لكن لا ينبغى ان تغلقو ابواب الفكر والعقل وتقولون كان اجدادنا وكانوا نعيش على زاد الماضى .. بل ينبغى عليكم ان تعلموا وتبذلوا العرق حبات حتى تكونو خير خلف سلف
بناتى الطالبات .. تعالوا بنا نطلق ساقى جهودنا للريح ونركض لنلحق بقطار المعرفه والتطور العلمى ذلك القطار السريع الذى لا يقف الا بمحطات الدول العظمى لنواجه معا الحاضر مجتمع العقل الالكترونى .. مجتمع المنازل المتحركه .. مجمع الوقود النووى والطاقه الشمسيه .. مجتمع استعمار الكواكب والانسان الالى .. تعالو نضع مع الانعين اللبنه الاولى فى صرح الحضاره الحديثه حتى يكون لنا شرف الانتساب الى الاجداد