قلت لها ذات يوم من ايام العام الدراسى 1993 وعقب دروس التاريخ دائما اثناء الشرح حزينه ؟؟ تحدثى الى بهمومك فانت صغيره عليها افتحى قلبك وثقى اننى ومعلم ... راحت تحكى والدموع تتساقط قطرات .... ابى مضى وتركنا بلا مورد وتزوج بالقاهره وانا اعيش مع امى المريضه من نفقات علاجها لتدبير مصاريف المدرسه والدروس وابى لاه بزوجته واولاده لا يسال عنا .. ولا يقدم لنا ما نواجه به من ظروف الحياه .. وتقول هيام ذات يوم جمعت شتات قوتى وذهبت الى والدى هناك فى القاهره لاستجدى الشفقه والحنان ولاول مره ارى وجه ابى واخواتى .. كان لقاء قاسيا على نفسى داميا لمشاعرى .. كنت غريبه تائهه فى بيت ابى .. كلماته موجات من الصقيع .. اخواتى كتل شقت من جبل الثلج .. وزوجته جلمود صخر حطه السيل من على وعدت ادراجى وانا اكره كل الرجال لان ابى واحد منهم وسكتت هيام وكل مساحه وجهها مبلله بالدموع .. وطيبت خاطرها بكلمات تقال فى مثل هذه المواقف ووعدتها برفع ضغوط الحياه عنها .. وتكفت لها بالدروس مع المدرسين زملائى دون مقابل وسطرت رساله باسمها تبعت الى ابيها فى القاهره تقول الرساله :
ابى راودتنى فكره الكتابه اليك اكثر من مره منذ عدت من القاهره كنت فى حيره .. فى خوف .. فى تردد.. لكن رغبه ملحه وقوه لا اعرف مصدرها دفعتنى ان اكتب اليك بين زحام دروس الثانويه العامه علنى اخرج من طيف شرودى وهول اوهامى .. بدايه ارجو ان تسمح لى بان اصارحك واكشف لك عن خلجات نفسى فمن غيرك فى الدنا اصارحه .. وامام باب قلب من غيرك القى بكل احمالى والى من دونك ابث اوجاعى وهمومى .. منذ سنوات عمرى المبكر رضعت لبان القسوه بلا اراده منى ولا اختيار .. نشات فى احضان بيت يخلو من الدفء والحنان .. طفوله كالحه معذبه وضائعه فاى ذنب اقترفته واى جرم اثم به قلبى .. مضبت الايام والسنوات ونمت معى مشاعر الحرمان والالم لتشكل جبلا ضخما يجثم فوق صدرى ويكاد يكتم انفاسى .. الم اترك فريسه للالام واجترار مر الذكريات وقررت ان ابحث عن ضالتى وعرفت الطريق اليك وطوال الطريق الى القاهره اسمع دقات قلبى بين ضلوعى وعيناى شاخه عنك الى ان كان اللقاء .. ما اصعبه .. ما اقساه .. ما اثقله .. هل ضللت العنوان .. وتحطمت أمالى على صخره الواقع وذهبت ادراج الرياح .. وعدت من بيتك كسيره النفس .. مهيضه الجناح وعدت اشلاء فتاه .. عدت لتخرج منى اليك عبر الاثير كلمات لم ادرك معناها الا انها كانت اقفال من حديد على باب قلبك .. واليوم اعود لالملم شتات نفسى واناشد فيك نبع العون الضمير الحى .. ان تقدر ظروفنا الصعبه فى منعطف خطير من مراحل الدراسه .. ثم من انا الذى اكتب اليك.. انا ابنتك .. غرستك .. وانت ابى .. شهدت مولدى واستقبلتنى عواصف الحياه ورياح الصدف .. هل يطاوعك قلبكان تتركنى فى عرض بحر الحياه المتلاطم الامواج دون ان تعلمنى دروس السباحه لقد تركتنى لتصاريف الايام اخوض معركه الحياه بلا سلاح .. هل تشعر بمتعه الابوه وهناك بنوه لك قد تتوه فى سراديب الحياه .. لقد قرأت ذات يوم فى كتب الفلسفه مقوله ( الاباء بأكلون الحصرم والابناء يضرسون ) لم افهم معناها وسالت وعرفت ا نما يفعله الاباء من خير او شر يصل دون ان يكون لهم بد فيه !! هل غفرت لى كلمات طائشه خرجت منى اليك عبر الاثير فى لحظات غضب .. ان الله غفور رحيم .. الا غفوتها لى ؟!!
اننى اهرع من مخاوفى الى كلمات الرسول عليه الصلاه والسلام فى محنته وهو يناجى رب العزه ( اللهم انى اشكو اليك ضعف قوتى وقله حيلتى وهوانى على الناس يا ارحم الراحمين .. انت ربى ورب المستضعفين .. الى من تكلنى .. الى ضعيف يتجهمنى ام الى عدو ملكته امرى .. ان لم يكن بك على فلا ابالى لك العتبى حتى ترضى )
ابنتك هيام
ابى راودتنى فكره الكتابه اليك اكثر من مره منذ عدت من القاهره كنت فى حيره .. فى خوف .. فى تردد.. لكن رغبه ملحه وقوه لا اعرف مصدرها دفعتنى ان اكتب اليك بين زحام دروس الثانويه العامه علنى اخرج من طيف شرودى وهول اوهامى .. بدايه ارجو ان تسمح لى بان اصارحك واكشف لك عن خلجات نفسى فمن غيرك فى الدنا اصارحه .. وامام باب قلب من غيرك القى بكل احمالى والى من دونك ابث اوجاعى وهمومى .. منذ سنوات عمرى المبكر رضعت لبان القسوه بلا اراده منى ولا اختيار .. نشات فى احضان بيت يخلو من الدفء والحنان .. طفوله كالحه معذبه وضائعه فاى ذنب اقترفته واى جرم اثم به قلبى .. مضبت الايام والسنوات ونمت معى مشاعر الحرمان والالم لتشكل جبلا ضخما يجثم فوق صدرى ويكاد يكتم انفاسى .. الم اترك فريسه للالام واجترار مر الذكريات وقررت ان ابحث عن ضالتى وعرفت الطريق اليك وطوال الطريق الى القاهره اسمع دقات قلبى بين ضلوعى وعيناى شاخه عنك الى ان كان اللقاء .. ما اصعبه .. ما اقساه .. ما اثقله .. هل ضللت العنوان .. وتحطمت أمالى على صخره الواقع وذهبت ادراج الرياح .. وعدت من بيتك كسيره النفس .. مهيضه الجناح وعدت اشلاء فتاه .. عدت لتخرج منى اليك عبر الاثير كلمات لم ادرك معناها الا انها كانت اقفال من حديد على باب قلبك .. واليوم اعود لالملم شتات نفسى واناشد فيك نبع العون الضمير الحى .. ان تقدر ظروفنا الصعبه فى منعطف خطير من مراحل الدراسه .. ثم من انا الذى اكتب اليك.. انا ابنتك .. غرستك .. وانت ابى .. شهدت مولدى واستقبلتنى عواصف الحياه ورياح الصدف .. هل يطاوعك قلبكان تتركنى فى عرض بحر الحياه المتلاطم الامواج دون ان تعلمنى دروس السباحه لقد تركتنى لتصاريف الايام اخوض معركه الحياه بلا سلاح .. هل تشعر بمتعه الابوه وهناك بنوه لك قد تتوه فى سراديب الحياه .. لقد قرأت ذات يوم فى كتب الفلسفه مقوله ( الاباء بأكلون الحصرم والابناء يضرسون ) لم افهم معناها وسالت وعرفت ا نما يفعله الاباء من خير او شر يصل دون ان يكون لهم بد فيه !! هل غفرت لى كلمات طائشه خرجت منى اليك عبر الاثير فى لحظات غضب .. ان الله غفور رحيم .. الا غفوتها لى ؟!!
اننى اهرع من مخاوفى الى كلمات الرسول عليه الصلاه والسلام فى محنته وهو يناجى رب العزه ( اللهم انى اشكو اليك ضعف قوتى وقله حيلتى وهوانى على الناس يا ارحم الراحمين .. انت ربى ورب المستضعفين .. الى من تكلنى .. الى ضعيف يتجهمنى ام الى عدو ملكته امرى .. ان لم يكن بك على فلا ابالى لك العتبى حتى ترضى )
ابنتك هيام